خاص | بعد تسريبات سموتريتش.. ما الذي يخططه الصهاينة لشعب فلسطين؟

موقع المنار

خاص | بعد تسريبات سموتريتش.. ما الذي يخططه الصهاينة لشعب فلسطين؟

  • منذ 4 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

الضفة الغربية

يفرض الواقع الحالي في فلسطين المحتلة الكثير من المتغيرات على الأرض، والأهم العمل المقاوم بكل أشكاله، والذي يبدأ من المقاومة المسلحة، الواجب دعمها بمسار سياسي وطني ملتزم بقضايا الشعب الفلسطيني.

ولا يمكن فصل أي جزء من الأراضي الفلسطينية عن الآخر، حيث تكشف الخطط الصهيونية عن عملية تطهير عرقي، تطال جميع الفلسطينيين، بدأت معالمعا في غزة، وقد تمتد إلى الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948. هذا ما كشفته التسريبات الأخيرة لوزير المالية الصهيونية بتسلئيل سموتريتش.

سموتريتش وفي تسريبات نشرتها صحف عبرية وأمريكية، كشف عن خطة لتغيير الواقع في الضفة الغربية، مدعومة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمن إزالة الحواجز وإلغاء أمر تقييد البلدات في شمال الضفة الغربية، وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية بما فيها حومش وإيفياتار ونقل صلاحيات إضافية للإدارة المدنية، وتعيين نائب جديد لرئيس الإدارة المدنية.

سموتريتش الذي وصف تلك الخطة بـ “الحدث الاستراتيجي الضخم”، عاد وأكد في تصريحات أخرى، أن ما تحدث عنه ليس سراً وكل ما يجري في الضفة واضح.

وللإضاءة على هذا الموضوع، أجرى موقع المنار الالكتروني، مقابلة مع الدكتور ماهر الطاهر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث وضّح تفاصيل هذا المشروع الاستيطاني الإحلالي وشرح أهداف الاحتلال الصهيوني والإجراءات الأخيرة في الضفة الغربية كما فنّد أهم الأسباب التي أوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن.

وأكد الطاهر أن شعب فلسطين أمام مشروع صهيوني لتهجيره من جديد من الضفة الغربية وأراضي الـ 48، وفصل تلك المناطق بعضها عن بعض وعن غزة. وأمام هذا المخطط لا خيار أمام الشعب الفلسطيني بحسب الطاهر إلا الانتفاضة الشاملة، مشيراً إلى ان هناك معركة حقيقية في الضفة الغربية هي امتداد لما يجري في غزة.

ولفت الطاهر إلى أن لا “دولة فلسطينية” وفق السياسة الصهيونية، وبالتالي لا استقلال للشعب الفلسطيني في رأي الكيان. وهذا بدا واضحاُ من خلال ما تقوم به حكومة الاحتلال لتأكيد قرارها، إذ أنها تستدعي سفير أي دولة تعترف بفلسطين كدولة مستقلة، وهذا يؤكد أن الشعب الفلسطيني أمام كيان يريد قلعه من ارضه.

وفي حين يؤكد الطاهر أن لا معنى لأي حلول سياسية، أو حل الدولتين الذي مضى على الحديث عنه اكثر من 30 سنة، فإن الكيان الصهيوني يعاني حالياً من ازمة وجود، بمقابل صمود حقيقي للشعب الفلسطيني، وهذا ما يعطي بحسب الطاهر، نتيجة أن الكيان مؤقت ولا مستقبل له في فلسطين.

و يؤكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنه لا يمكن فصل مصير الشعب الفلسطيني في 1948 عن بقية الفلسطينيين في عموم الأراضي المحتلة، حيث يبلغ تعداد الشعب الفلسطيني 7.5 مليون نسمة داخل الأراضي الفلسطينية، منهم مليوني فلسطيني في المناطق المحتلة عام 1948.

وأشار الطاهر إلى دور لفلسطينيي الـ 48 في النضال والمقاومة، خصوصاً وأن الحرب الإسرائيلية هي على شعب هو صاحب الأرض الحقيقي ومتجذر في تاريخها وتكوينها، وتعداده ضمن فلسطين وحدها أكبر من تعداد المستوطنين الدخلاء.

وتحدث الطاهر عن انقلاب فيما يسمى “كي الوعي” الذي حاول العدو تطبيقه سابقاً منذ أوسلو، والذي تحول من كي وعي الفلسطينيين إلى كي وعي الصهاينة خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد بدء معركة طوفان الأقصى. فالشعب الفلسطيني اليوم صار يدرك أنه ليس بمفرده في مواجه العدو الصهيوني، إنما يعمل ومن خلفه جبهات الاسناد التي فتحها محور المقاومة منذ 8 أوكتوبر في معركة طوفان الأقصى، انطلاقاً من جنوب لبنان وما تبعه في اليمن وإيران والعراق وسورية.

يتحدث الطاهر عن دايتون الذي لعب دواراً كبيراً بعد اتفاق أوسلو من إجراءات، حيث حاول هذا الضابط ومن معه خلقَ جيل جديد في فلسطين، جيل يرفض المقاومة ويؤمن بالسلام وينبذ العنف، ويتعايش مع الاحتلال كما كان بعمل عليه دايتون والمخطط الصهيوني سابقاً،

وشدد الطاهر على أن الايام أثبتت فشل ما قام به الاحتلال، عبر اتفاقيات دايتون، من محاولة تأسيس لجيل جديد في فلسطين، يرفض المقاومة، رغم تحكمه باستقلالية السلطة الفلسطينية على مدار ثلاثة عقود، مشيراً إلى أن الجيل الفلسطيني الجديد الذي حاولوا السيطرة على سلوكه، هو الذي يقاوم ويواجه اليوم، ويتمسك بأرضه وحقوقه.

ويتصدى الشعب الفلسطيني بكامله لكل مشاريع الإلغاء الصهيوني، وآخرها مشروع حكومة نتياهو المجرمة والمتطرفة، فالشعب الفلسطيني الذي يؤمن بحقه فعلياً وليس بالشعارات، يعمل على تحرير أرضه، كما يواجه بكل الوسائل المتاحة، ويقاوم بشتى الطرق حيثما وجد، والأهم ما نراه في قطاع غزة الصامد بشعبه ومقاومته الاسطورية، إضافة لما يحدث في الضفة الغربية من مواجهات تتوسع بشكل يومي.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>